الدور التربوي لبعض منظمات المجتمع المدني واستدامة التنمية المجتمعية "الجمعيات الأهلية نموذجا" "دراسة تحليلية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ أصول التربية- كلية التربية- جامعة الزقازيق

المستخلص

يعود تاريخ منظمات المجتمع المدني في مصر إلي مطلع القرن التاسع عشر، وقد لعبت هذه المنظمات دورا كبيرا في تطور المجتمع المصري علي مدي القرن التاسع عشر بأكمله، وعندما نكبت مصر بالاحتلال البريطاني، وسعي إلي تضييق فرص التعليم أمام المصرين، فقد سعت هذه المنظمات إلي مواجهته من ناحية وتوسيع فرص التعليم أمام المصريين من ناحية أخري وتأسست المدارس الليلية، ومدارس التدريب المهني وكانت الجامعة المصرية 1908 واحدة من أهم ثمار منظمات المجتمع المدني. وتعد منظمات المجتمع المدني الركيزة الثالثة للتنمية في مختلف المجتمعات إلي جانب الدولة والقطاع الخاص.
ولقد حظيت منظمات المجتمع المدني باهتمام بالغ  في الآونة الأخيرة علي الصعيدين المحلي والدولي؛ لما تتمتع به هذه المنظمات من تأثير فعال في أحداث التنمية، وبناء مجتمع حديث قائم علي الحقوق والواجبات، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة.وفي ظل التحديات العالمية والتحول في نموذج الدول إلي الاتجاه الرأسمالي والذي صاحبه تراجع دور الدولة في كافة المجالات وخاصة المجالات الخدمية ومنها التعليمية، ظهرت الحاجة إلي ضرورة مشاركة القطاع الثالث في دعم التعليم  وتحقيق استدامة التنمية.وقد أدت الثورة العلمية والمعلوماتية الجديدة , وتكنولوجيا الاتصالات إلى التداخل الكثيف في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين دول العالم , بشكل يصعب معه ضبط تأثيراته والتحكم فيه بالإجراءات التقليدية كإغلاق الحدود أو قطع العلاقات, في عصر يتسم بتلاشي الحدود وتحطم القيود وضعف الرقابة والمراقبة حتى لو كانت من سلطة الدولة الوطنية، وترتب على ذلك ضعف سلطة الدولة وقدرتها الذاتية على متابعة الإصلاح انطلاقا من معطياتها وإراداتها الوطنية في الديمقراطية والتحرر والحرية, والعدالة الاجتماعية(1) وقد ارتبط بذلك انحصار دور الدولة في التنمية وتنامي دور المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص في تحمل قدراً كبيراً من المسؤولية تجاه التنمية البشرية والإنسانية المستدامة.

الكلمات الرئيسية